تأكيدا على صعوبة إيجاد بديل للمملكة.. الجيش الأمريكي ينقل معداته العسكرية إلى المغرب لخوض تداريب الأسد الإفريقي لسنة 2023
يستعد الجيش الأمريكي ونظيره المغربي، لخوض تداريب الأسد الإفريقي لسنة 2023، المقرر انطلاقها بين 2 و 16 يونيو المقبل، حيث شرع الجيش الأمريكي عبر قسمه الإفريقي في نقل المعدات العسكرية والآليات الحربية الثقيلة إلى المغرب من أجل المشاركة في هذه التداريب التي تُعتبر الأضخم في قارة إفريقيا.
ووصلت الآليات العسكرية للجيش الأمريكي إلى ميناء أكادير المغربي، عبارة عن دبابات ومروحيات ومركبات رباعية وسداسية الدفع التي تُستعمل في المهام الحربية البرية، تمهيدا لانطلاق تداريب الأسد الإفريقي على بُعد أسبوع واحد فقط.
وكانت القيادة العامة للمنطقة الجنوبية بأكادير، قد شهدت منذ 22 ماي الجاري إطلاق دورة للتكوينات الأكاديمية التحضيرية، تهم مختلف المجالات العملياتية، وذلك تمهيدا لتمرين "الأسد الإفريقي 2023". وأشار بلاغ للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية أن هذه التكوينات، التي ستستمر إلى غاية 2 يونيو المقبل، سيستفيد منها نحو مائة من الضباط وضباط الصف المغاربة ومن بلدان شريكة، وستتوج بتسليم الشواهد.
وبالإضافة إلى مختلف المجالات والجوانب المتعلقة بالتمرين، يضيف المصدر ذاته، تهم هذه التكوينات منهجية التخطيط العملياتي المشترك، والجوانب القانونية، والمعلومات العامة، والتخطيط الطبي، والأمن السيبراني، وكذا تقنيات تقييم تمرين مشترك بين القوات.
وخلص البلاغ إلى أن الدورة الـ 19 للتمرين المشترك متعدد الجنسيات "الأسد الإفريقي" ستقام في الفترة الممتدة من 2 إلى 16 يونيو 2023 في ست جهات بالمغرب، وهي أكادير وابن جرير والقنيطرة والمحبس وتيزنيت وتيفنيت وطانطان.
ويأتي تنظيم هذه المناورات في المغرب، بعد شهور من تداول تقارير إعلامية دولية أشادت بها الصحافة الجزائرية، بأن الولايات المتحدة الأمريكية تفكر في إيجاد بديل للممكلة المغربية في احتضان مناورات الأسد الإفريقي، وكانت هذه التقارير تُشكك في احتمالية احتضان المغرب لهذه المناورات في سنة 2023.
غير أن تنظيم هذه المناورات في المغرب هذه السنة، يؤكد ما سبق أن قاله قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم)، الجنرال ستيفن ج. تاونسند، العام الماضي، حيث قال إنه يصعب إيجاد بلد في إفريقيا يمتلك القدرات التي يتوفر عليها المغرب لاستضافة تداريب الأسد الإفريقي العسكرية الضخمة، أو حتى الاقتراب مما قام به المغرب على مدار 18 سنة من احتضان هذه التداريب.
وكان تاونسند يجيب على سؤال صحافي بشأن التقارير الإعلامية التي تتحدث عن عزم البنتاغون تغيير مكان إجراء تداريب الأسد الإفريقي من المغرب إلى بلد أو بلدان أخرى في إفريقيا، قائلا "نعم نفكر في ذلك، لأن قانون ميزانية الدفاع لعام 2022، الذي أقره الكونغرس، يدعونا إلى تنويع أماكن إجراء التدريبات أو ربما نقل جزء من التدريب أو عناصر منه إلى مناطق أخرى في القارة الأفريقية".
لكن الجنرال الأمريكي أكد في هذا الصدد على ما أسماه حقائق يجب ذكرها، حيث قال "لقد كان المغرب مضيفًا لـ 18 تدريبا للأسد الإفريقي، ولديهم قدرة هائلة على القيام بذلك، قدرتهم العسكرية عالية جدا، ولديهم أيضًا البنية التحتية ونطاقات التدريب وكل ذلك، إنهم (يقصد المغاربة) مضيفون رائعون."
وأضاف قائد أفريكوم "سنواصل الاستكشاف لكيفية زيادة تنويع الأسد الأفريقي" لكنه أكد في هذا السياق أنه "سيكون من الصعب العثور على أي بلد في إفريقيا، على ما أعتقد، يمكنه على الأرجح الاقتراب مما تمكن المغرب من القيام به على مدار 18 عامًا. سيكون من الصعب العثور على بلد يمكنه فعل ذلك"، مشددا على أن "أفريكوم" تتطلع للعمل مع المغرب في التداريب المقبلة.